
تتزايد المؤشرات السياسية والأمنية في الإقليم على أن العدّ التنازلي لـ”الساعة صفر” الخاصة بعملية عسكرية إسرائيلية جديدة ضد إيران قد بدأ بالفعل، بعد مرور خمسة أشهر على المواجهة المباشرة الأولى بين الطرفين في يونيو 2025. وتصف دوائر المراقبة هذه التطورات بأنها انتقال واضح نحو مرحلة “ما قبل الانفجار”، خصوصاً في ظل الزيادة الملحوظة في الدعم العسكري الأمريكي لتل أبيب.
وقالت مصادر إيرانية،إن “الولايات المتحدة رفعت خلال الأشهر الماضية مستوى التسليح النوعي المقدم لإسرائيل، عبر تسريع تسليم ذخائر خارقة للتحصينات وأنظمة اعتراض متطورة ضمن صفقة تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار”. وأكدت المصادر أن “هذه التعزيزات تُقرأ داخل إيران كاستعداد فعلي لمرحلة ثانية من الضربات، سواء كانت محدودة أو واسعة”.
وأضافت أن “واشنطن تمارس في الوقت نفسه ضغوطاً متزايدة على بيروت لنزع سلاح حزب الله، وقد طلبت بشكل غير رسمي مهلة تمتد 60 يوماً لاتخاذ خطوات تحدّ من قدرات الحزب”. وتابعت أن “وزير الدفاع الأمريكي حمل خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد رسالة مباشرة بأن أي رد من الفصائل العراقية على ضربة محتملة ضد إيران سيواجه بردّ غير مسبوق”.
وترى المصادر أن التطورات الأوروبية الأخيرة تدخل في السياق نفسه، إذ أعادت باريس ولندن وبرلين طرح عودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، ورفعت سقف التحذيرات الدبلوماسية من تصاعد الأنشطة النووية. وتعتبر هذه المصادر أن هذا التحرك يُعد أحد المؤشرات التي تسبق عادة إعطاء ضوء أخضر غير معلن لعمل عسكري إسرائيلي.
وتشير التقديرات إلى أن “الهجوم الإسرائيلي المحتمل قد يتم قبل نهاية العام الجاري”، مع وجود مؤشرات على أن الحرب المقبلة ستكون أكثر اتساعاً وتعقيداً من الجولة الأولى. كما ترى المصادر أن “تأخير أي هجوم جديد سيُكسب إيران وقتاً إضافياً لمعالجة نقاط الضعف التي ظهرت خلال المواجهة السابقة، وهو ما تعتبره تل أبيب تطوراً مقلقاً”.
الحملة الإعلامية الغربية… تمهيد للضربة الثانية؟
وبالتزامن مع هذه التحركات، رصدت وسائل إعلام أمريكية مقربة من اللوبي الإسرائيلي موجة جديدة من التحذيرات بشأن “الغموض الذي يحيط بكمية اليورانيوم المخصب بنسبة 60%”، إضافة إلى التوسع في البرنامج الصاروخي الإيراني بدعم صيني، وإعادة تموضع قوى “محور المقاومة” بعد الحرب الأخيرة، ومخاوف من امتلاك طهران قدرات نوعية جديدة. ويعتقد خبراء في إيران أن هذه الحملة الإعلامية تهدف إلى تهيئة رأي عام غربي مستعد لتقبل ضربة عسكرية جديدة ضد إيران.




