تشهد الجمعية الإيطالية – العربية مرحلةً مفصلية في تاريخها مع اقتراب موعد انتخاباتها الجديدة، حيث تتّجه الأنظار إلى جيلٍ شابٍّ من الأعضاء يحمل روح المبادرة والطموح، ويعبّر عن رغبةٍ جماعية في تجديد الحياة داخل الجمعية، ودفعها نحو مرحلة أكثر إشراقاً وتفاعلاً.
فالانتخابات هنا ليست مجرّد استحقاق إداري، بل فعل وعيٍ مدني وثقافي يجسّد روح الديمقراطية الحقيقية، ويؤكّد أن العمل التطوّعي القائم على الحوار والتنوّع هو الركيزة الأهم لبناء مستقبلٍ أفضل للعلاقات الإيطالية – العربية.
إنّ الجمعية التي كانت على مدى سنوات جسرَ تواصلٍ بين الثقافتين، تعود اليوم لتستعيد حيويتها بفضل اندفاع أعضائها وإصرارهم على تطوير أدوات العمل، والانفتاح على ميادين جديدة: من الثقافة والفنّ إلى الاقتصاد والتعليم والتبادل الاجتماعي. فكلّ مشروع جديد يعبّر عن إرادة في البقاء والتجدد، وعن وعيٍ بأنّ العلاقة بين الشعوب لا تبنى إلا بالتفاهم المتبادل والاحترام العميق.
ويبدو واضحاً أن روح الشباب ستشكّل المحرّك الأساسي لهذه النهضة، فهؤلاء يقدّمون طاقة جديدة في التواصل والإبداع، ويفتحون نوافذ الجمعية على المجتمع الإيطالي والعربي معاً بروح عصرية منفتحة. وفي المقابل، فإنّ الخبرات القديمة تبقى ضمانة للتوازن والهوية، بما يجعل التلاقي بين الجيلين نقطة قوّة حقيقية وليست تناقضاً.
إنّ الجمعية الإيطالية – العربية وهي تتجه إلى انتخاباتها بروحٍ من الأمل والمسؤولية، تؤكد أنها لا تبحث عن وجوهٍ جديدة فقط، بل عن رؤية جديدة تعيد إليها دورها الطبيعي كمنصّةٍ للحوار والتعاون والتنوير الإنساني.
إنها لحظة تجديد، ولحظة وفاء أيضاً… وفاءٌ لتاريخٍ طويل من العمل، وإيمانٌ عميق بأنّ المستقبل لا يُصنع إلا عندما تتوحّد الإرادة حول قيم الصداقة والاحترام بين الشعوب
الكاتب: وائل المولى
