أخبار دوليةأخبار عربية

“حياة من أجل غزّة”: تضامن يتجسّد في كنيسة أوريولو

في أجواء مفعمة بالرهبة والتأمل، احتضنت كنيسة “سانت آنا” في بلدة أوريولو الإيطالية، مساء الأربعاء، فعالية إنسانية وثقافية بعنوان “حياة من أجل غزة”، جمعت بين الفن والشهادة والالتزام الأخلاقي، وجسّدت مشهدًا نادرًا من التلاقي بين وجدان الشعوب ومعاناة المحاصَرين في قطاع غزة.

بدأت الأمسية بكلمة مؤثرة ألقاها كاهن الرعية، الأب جورجيو، دعا فيها إلى اليقظة الروحية في وجه المأساة الفلسطينية، مؤكّدًا أن التضامن مع سكان غزة هو موقف إنجيلي وأخلاقي قبل أن يكون سياسيًا.

تلا ذلك عرضٌ سينمائي قصير سلّط الضوء على يوميات العنف والحصار التي يعانيها الغزّيون. الفيلم، الذي جمع بين مشاهد وثائقية ولقطات من الحياة اليومية، نجح في تقريب المأساة إلى وجدان الجمهور، محوّلاً الإحصاءات المجردة إلى وجوه وقصص تنبض بالحياة.

في محطة فنية حملت الكثير من الشجن، صعدت إلى المسرح المغنية فلافيا لاريا، وقدّمت مقطوعات غنائية رافقتها بعزفٍ حي على الغيتار، نقلت الحضور إلى حالة من التأمل العاطفي، حيث امتزجت النغمات بالألم النبيل.

أما الصحافي اللبناني طلال خريس، فكانت له مداخلة قوية، نقل خلالها شهادته الشخصية كمراسل ميداني ومتابع للقضية الفلسطينية منذ عقود. سرد وقائع وتفاصيل قلّما تصل إلى الشاشات، ورافقه أداء شعري بصوت الفنانة إليزابيتا باميلا بترولاتي، التي أضاءت بكلماتها الحساسة جوانب من النصوص التي كتبها خريس، مستحضرة الطفولة المنكوبة والأمل المُعنّى.

الناشطة أليساندرا غروسي، التي عاشت تجربة العمل الإنساني في منطقة جنين، قدّمت شهادة حيّة عن الصمود الفلسطيني، وتحدّثت عن النساء والأطفال الذين يواجهون الحياة كل يوم بإرادة لا تلين. شهادتها، التي تميّزت بالصدق والبساطة، تركت صدى عميقًا في نفوس الحاضرين.

واختُتمت الأمسية بكلمة رئيس بلدية أوريولو، إيمانويل رالو، الذي قدّم مقاربة تاريخية للأحداث في فلسطين، راسمًا مسار الجراح المفتوحة التي ما زالت تنزف منذ نكبة 1948 حتى اليوم، دون أن يتوانى عن التنديد بالصمت الدولي والتواطؤ مع آلة الحرب.

وفي لفتة رمزية، قدّمت الفنانة أليسيا زيكّاردي لوحة فنية بعنوان “من أجل غزة”، كإهداء للأب جورجيو وكنيسة “سانت آنا”، تعبيرًا عن الامتنان لاستضافة هذه المبادرة الإنسانية.

الكلمة الأخيرة كانت للفنانة برونيلا، التي شكرت الحضور ودعت إلى إبقاء أبواب القلوب مفتوحة لغزة، لأن التضامن – كما قالت – ليس فعلاً موسميًا، بل موقفٌ يُبنى عليه السلام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى