
قالت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “اليونيسف”، الأربعاء، إنها تحققت من مقتل وإصابة ألف طفل وتعرض 23 آخرين للاغتصاب في الفاشر بولاية شمال دارفور السودانية منذ بدء حصار المدينة.
وأشارت إلى أن عدد الأطفال المتأثرين أعلى بكثير من المعلن، نظرا لمحدودية الوصول وصعوبة التحقق من الوقائع.
ووصفت اليونيسف الفاشر بأنها أصبحت مركزا لمعاناة الأطفال من سوء التغذية والأمراض والعنف، مما يؤدي إلى فقدان أرواح الأطفال يوميا.
وذكرت أنه جرى تهجير 600 ألف شخص نصفهم من الأطفال من الفاشر والمخيمات المحيطة بها في الأشهر الماضية، فيما لا يزال 260 ألف مدني بينهم 130 ألف طفل، عالقين داخل المدينة في ظل أوضاع يائسة بعد انقطاعهم عن المساعدات منذ 16 شهرا.
وقالت مفوضية “العون الإنساني” بولاية شمال دارفور في 19 أغسطس الحالي، إن الفاشر لا تزال موطنا لـ 845 ألف مدني يعيشون في ظروف كارثية، وذلك من جملة 1.5 مليون مواطن كانوا يعيشون في المدينة قبل اندلاع النزاع.
وأجبر الحصار معظم سكان المدينة على اتخاذ تدابير ضارة في سبيل البقاء على قيد الحياة، مثل التداوي بالأعشاب وسد الرمق عبر تناول الأمباز، وهو الكتلة الصلبة من بقايا الفول السوداني والسمسم بعد استخراج الزيت منه، ويستخدم أساسا علفا للحيوانات.
وذكرت “اليونيسف” أن الحصار أدى إلى قطع خطوط الإمداد بشكل كامل، مما أدى إلى تعليق خدمات فرق التغذية المتنقلة والمرافق الصحية بعد نفاد الإمدادات وعدم إتاحة إدخال إمدادات جديدة.
وأفادت بأن هذا التعليق أوقف العلاج لنحو 6 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، مما يجعلهم يواجهون خطر الوفاة دون الأغذية العلاجية والرعاية الصحية.
وأوضحت أن 35 مستشفى و6 مدارس تعرضوا لهجمات مستمرة تسببت بمقتل وإصابة العديد من الأشخاص بمن فيهم أطفال، في ظل انتشار سريع لسوء التغذية الحاد.
وأشارت في بيانها إلى أن أكثر من 10 آلاف طفل تمت معالجتهم من سوء التغذية الحاد الشديد منذ مطلع هذا العام، بما يمثل ضعف أعداد العام السابق، قبل أن تُعلق خدمات العلاج بسبب نفاد الإمدادات.
وطالبت اليونيسف بضرورة تأمين هدنة فورية ومستدامة في الفاشر وجميع أنحاء المناطق المتأثرة بالنزاع مع توفير إمكانية الوصول الإنساني دون عوائق لتقديم الأغذية العلاجية والأدوية والمياه النظيفة.
كما دعت إلى إعادة تأسيس عمليات الامم المتحدة وشركائها واستمرارها في المناطق الأشد تأثرًا وحماية المدنيين والأطفال والبنية التحتية.