بعد النجاح اللافت الذي حققه العراق في سياسته الخارجيَّة خلال مواجهة التصعيد العسكريِّ الإقليميِّ، وإعلان وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيونيِّ وإيران، أكّد رئيس مجلس الوزراء محمّد شياع السودانيّ أنَّ الحكومة وضعتْ خطةً متكاملةً لتأمين وتطوير منظومة الدفاع الجويِّ، تشمل عقوداً ومشاريع تسليح حديثةً تعتمد أحدث المواصفات والمناشئ العالميَّة، لمواجهة أيِّ تهديداتٍ مستقبليَّة.
وفي جلسة مجلس الوزراء الـ(25)، أمس، أشار السودانيّ إلى تعرّض قاعدتي التاجي والإمام علي في ذي قار لهجماتٍ بطائراتٍ مسيَّرةٍ انتحاريَّةٍ ألحقتْ أضراراً بمنظومتي الرادار، موضِّحاً أنَّ القوّات المسلّحة والدفاعات الجويَّة تعاملتْ سريعاً مع الهجمات وأسقطت الطائرات المعتدية. كما وجَّه بإجراء تحقيقٍ استخباريٍّ وفنيٍّ شاملٍ لمعرفة أبعاد هذه الاعتداءات، مؤكّداً أنَّ العراق لن يكون في موقف ضعفٍ، وقادرٌ على ردع أيِّ تهديدٍ لأمنه الداخليِّ والخارجيِّ.
تأتي هذه التطوّرات، بعد توتّرٍ إقليميٍّ واسع، إذ شدَّد السودانيّ على رفض العراق القاطع للعدوان الصهيونيِّ على إيران، داعياً إلى التزامٍ فعليٍّ باتفاق وقف إطلاق النار لتجنّب توسعة رقعة الصراع، ومؤكّداً في الوقت نفسه أنَّ أمن العراق واستقراره أولويَّةٌ قصوى.
وفي السياق، رحَّبتْ وزارة الخارجيَّة بالمبادرة الأميركيَّة التي أدّتْ إلى اتفاق وقف إطلاق النار، عادّةً إيّاها خطوةً إيجابيَّةً نحو خفض التصعيد وتعزيز الاستقرار الإقليميِّ، بينما شرعتْ سلطة الطيران المدني في إعادة فتح الأجواء أمام حركة الملاحة الجويَّة الدوليَّة.
وعلى الصعيد السياسيِّ، أشاد مراقبون ومحلّلون سياسيون بموقف العراق المتوازن والواقعيِّ في إدارة الأزمة، مؤكّدين نجاحه في حماية أمنه القوميِّ ومصالحه الإستراتيجيَّة، وبروز دبلوماسيَّةٍ نشطةٍ يقودها رئيس الوزراء بحنكةٍ في مواجهة الأزمات الإقليميَّة، ممّا عزّز من قوَّة العراق وتماسكه داخليّاً وخارجيّاً.
هذا ولاقى قرار وقف إطلاق النار ترحيباً دوليّاً واسعاً، في وقتٍ أعلن المجلس الأعلى للأمن القوميِّ الإيرانيِّ، أنَّ بلاده حققتْ نصراً، وأجبرت “الأعداء على طلب وقف إطلاق النار”. وأكّد الرئيس الإيرانيُّ مسعود بزشكيان التزام بلاده المشروط باتفاق وقف إطلاق النار، بينما شدَّد الرئيس الأميركيُّ دونالد ترامب على أنَّ الاتفاق الذي دخل حيِّز التنفيذ في “الساعة (7) صباح أمس الثلاثاء ما زال سارياً”.
