
أكد سفير الجمهورية الإيرانية، في موسكو، كاظم جلالي طريقها إلى المصادقة، لافتًا إلى زيارة مرتقبة سيقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران قريبًا.
ووفقًا لتقرير سفارة الإيرانية في موسكو، جاء ذلك في تصريح للسفير جلالي خلال اجتماع مع مجموعة من أبرز علماء الشؤون الإيرانية الروس، يوم أمس الأربعاء. وفي هذا اللقاء، شرح السفير الإيراني كيفية استثمارات روسيا في قطاعي الطاقة والنفط، وخاصةً في حقول الغاز.
كما أشار جلالي إلى توقيع معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا، وضرورة تطبيق اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. وقال: “لقد ارتقت العلاقات بين البلدين إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية، وهناك تبادلات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين، وسنشهد قريبًا زيارة السيد فلاديمير بوتين إلى طهران”.
خط سكة حديد رشت – أستارا
وقال السفير إن دخول اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي حيز النفاذ، ومواصلة المفاوضات بشأن خطة نقل الغاز الروسي عبر إيران، وشراء 50 ألف هكتار من الأراضي لبناء خط سكة حديد رشت-أستارا لإكمال ممر الشمال – الجنوب بهدف بدء روسيا في الدراسات الجيولوجية، هو من بين الفرص الواعدة المتاحة للبلدين.
ووصف جلالي تطوير العلاقات النقدية والمصرفية بين البلدين بأنه مثال آخر على تحسن العلاقات بينهما، مؤكدًا: ” لقد ربطت شبكتا مير وشتاب، وجرى توفير إمكانية الاستلام والدفع عبر التحويلات المصرفية للشركات الصغيرة والطلاب الإيرانيين في روسيا والسياح، وسيستكمل هذا المشروع في المستقبل”.
كما أشار سفير جمهورية إيران الإسلامية، خلال إحياء الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل مؤسس الثورة الإسلامية، إلى التصريحات الأخيرة لآية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، قائلًا: “لقد أحدث الإمام الخميني (رض) تحولًا جذريًا في إيران والمنطقة والعالم، بالإضافة إلى قيادته للثورة الإسلامية داخل إيران، كانت لديه أيضًا آراء عميقة في الساحة الخارجية، وكان على دراية جيدة بعالم عصره”. ووصف جلالي رسالة الإمام الخميني إلى غورباتشوف بأنها أحد مظاهر معرفته العميقة بالعالم، وأوضح: “كان للإمام موقف من النظامين الرأسمالي والشيوعي، كما شاهدتم ودرستم في ذلك الوقت، كانت نصيحة الإمام للحكومة السوفياتية آنذاك أن هذا النظام غير مناسب لإدارة روسيا والعالم”.
كذلك أشار إلى أن رسالة الإمام إلى زعيم الاتحاد السوفياتي السابق عبرت عن اهتمامه بالعلاقات مع روسيا ودول أوراسيا، وقال: “كانت هذه الرسالة غير مسبوقة؛ لأنني لا أتذكر أن الإمام كتب رسائل إلى رؤساء الولايات المتحدة ودول أخرى، وكان يؤمن بضرورة تطوير علاقاتنا مع العالم ومع جيراننا”.
آراء المسؤولين الروس تقترب من آراء الإمام الخميني (رض)
وصرح السفير الإيراني في موسكو في ملاحظة آراء المسؤولين الروس، اليوم، تشير إلى أن هذا البلد قريب من آراء الإمام الخميني. وقال: “لقد تحققت، اليوم، العديد من تنبؤات الإمام بشأن روسيا، واقتربت مناهج روسيا، في الساحتين الإقليمية والعالمية، من آراء الإمام والثورة الإسلامية”.
وقيّم جلالي جذور صراع الغرب مع إيران وروسيا في النظرة الحصرية للدول الغربية، مبينًا: “كانت فلسفة الثورة الإسلامية الإيرانية هي مواجهة هذه الظاهرة؛ واليوم نشهد هذا الحصر للغرب في قضية الحق في استخدام الطاقة النووية السلمية. وعلى الرغم من الحق الذي لا جدال فيه للدول الأعضاء، في معاهدة حظر الانتشار النووي في استخدام الطاقة النووية السلمية، فإن الولايات المتحدة تحاول حرمان إيران من هذا الحق”.
المفاوضات غير المباشرة مع أميركا
في جانب آخر من اللقاء، وردًا عن أسئلة الحضور عن نتائج المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، شدد السفير الإيراني في روسيا على أنه: “من الصعب التنبؤ بنتيجة المفاوضات، ونحن حريصون على حق إيران في تخصيب اليورانيوم، وكانت تصريحات الإمام الخامنئي، يوم الأربعاء، حاسمة. وإذا كان الأميركيون يقصدون إلغاء حق تخصيب اليورانيوم، فستصل المفاوضات إلى طريق مسدود، ولكن إذا اعترفوا بهذا الحق، فستُحل المشكلات مع مرور الوقت”.